الخميس، 2 سبتمبر 2021

هكذا ‏قاات ‏أمي

لسنوات ظللت أبحث عن ذلك الثقب في صدر أمى. أتحسس موضع قلبها و أفتش في ملابسها. أحاول أن أتخيل حجمه أو مكانه على وجه التحديد دون جدوى.
أخبرنا المعلم حينئذ أنه هناك أشياء متناهية في الصغر. تلك التى لا يمكننا أن نراها سوى بواسطة المجهر.
رباه. هل يمكن لهذا الثقب أن يكون صغيرا إلى هذا الحد. و لكن، من أين لى بمجهر. 
أسأل جدتى عن هذا الثقب فتضحك ضحكة طويلة و تقول " يا لك من ساذجة!"
و عندما أخبرت صديقتي بأمره قالت أنه لا يعقل أن يكون هناك ثقباً من دون جرح أو دماء. و أن أختها الكبري قد أخبرتها أنه لو كان ما أدعيه حقيقيا لشفي هذا الجرح و اندمل و لم يعد هناك ثقباً.
ربما يبدو لي ما قالته حينها أكثر منطقية الآن، و لكن هذا لم يغير شيئا من الواقع.
فأنا لسنوات، ظللت أقص على أمى نصف الحكاية، فتكملها لى. أتعجب و أسألها عن هذا السر، فتبتسم قائلة " متعرفيش إن قلب الأم بيشوف!". فأتساءل في نفسي، كيف يمكنه أن يرى إن لم يكن هذا الثقب موجوداً؟!

إلي ‏أليفي

أليفي الجميل ذو العينين الزرقاوين. لكم أود أن تعلم أنني أحببتك كثيرا. أحببتك كما لم أحب أليفا من قبل. ربما لا أستطيع أن أشرح لك مدي محبتي. فأنا ليس لي ملك سليمان. و لا أعرف لغة تصلني بك سوي محبتي. محبتي تلك التي أستودعها لدي من سواك فيجعلها لغة سائغة بيني و بينك. تعيها و تتناغم معها. لا تغضب مني _أرجوك_ إن أنا يوما آذيتك أو قصرت عن غير قصد. و اعلم أنني إنسان. فالبشر_مهما ارتقوا و تجملوا_ لن يكونوا بنقائك يا صغيري. و لولا بضع من رحمة الله يصيب بها من يشاء من عباده، لكانت قلوبنا و تلك الحجارة الصماء سواء. و لكنها المحبة و الرحمة يا صغيري🙏

صلاة

تغمرني نعمك من غير حول مني و لا قوة. و يفيض علي عدلك من غير تدبير مني و لا ترتيب. و يباغتني جودك من غير طلب و لا سؤل. ممتنة لك امتنانا تخالطه المحبة و الذلة و الرجاء و التوبة عما بدر مني. و أفر إليك من نفسي التي ضاقت علي. و ألتجئ إلي جوارك فقد لفظتني الملاجئ و السبل. و إني لأعلم أنك أرحم بي من أمي التي ما عهدتها إلا رحيمة. و إني لأرجو أن تقبلني علي نقصي و ضعفي و تقصيري. فلا حيلة ليدي المغلولة لدي يديك المبسوطتان. و لا نجاة لي إلا بعفو منك.

السبت، 9 سبتمبر 2017

رسائل بلا عنوان (3)

ربما تبدو لك هذه الحياة سباقا للتخلي... فلطالما أجدت التخلي... و لكن أتدري أمرا... أينما وجدت تلك الأمور التي لا يمكنك التخلي عنها... فثمة الحياة...

الأربعاء، 6 سبتمبر 2017

رسائل بلا عنوان (2)

أعلم أنه ليس ثمة ما يقال... و أعلم أنني قد اجتزت كل ما يمكنني قوله إلي بعض ما لم يكن ينبغي لي الفصح به... و لكنني أعلم أيضا أنك أهل لكل ما قلت و كل ما لم أقل و كل أكننت وكل ما أفصحت... أتدري أكثر ما يهيجني وجلا، ذاك الرباط الذي ربط روحانا لا يزال يشدني إليك... ينتزعني من عالمي فيغرسني بعالمك... أتلبس روحك ثم لا ألبث أن أحيا ذاك الواقع الذي أري... إلي متي سوف أتجاوز روحي إلي روحك... و أحزاني إلي أحزانك... و كوني إلي كونك... إلي متي أيها الرفيق سوف تظل ترافقني و لا أرافقك... هل لديك جوابا لسؤالي إذ طالما أجبت سؤلي... و طالما رأيت ذاك الذي لا أراه من نفسي... و إن كنت لا أدري... هل لديك أيها الرفيق من الجواب ما تسكن به روحي... أو تشفي به نفسي؟!

الاثنين، 4 سبتمبر 2017

رسائل بلا عنوان (1)

لست علي ثقة تامة يا رفيقي أنني الان أفضل حالا من ذي قبل... و لكنني أكاد أجزم أنني علي مقربة من الشفاء... هذا بالطبع إن كنت تري ما أجده تُجاهك داءا يرتجي الشفاء... ربما أكثر ما يثير دهشتي أنني و أنا قاب قوسين أو أدني من ذاك الشفاء المفتعل، يسحقني شوقي إليك... إنه ليس فقط ذاك الشوق الذي يدفعني لأن أراك في حلمي مرة أخري، و إنما هو شوقي إلي شيء منك لا يكون لسواك... يسحقني شوق عارم إلي ابتسامتك الفاترة التي تشي عن حزن غائر... و جدالاتك المتناثرة كتشظي البلور الشفاف إلي أطياف و ألوان و بهجة... و أدق تفصيلاتك التي فتنت بها... و أنا يا رفيقي لست علي غرار المحبين حال الفطام... يعولون علي الزمن... فالزمن ليس من شخوص قصتي... بل كلما مر يجلوك لدي قلبي... فأكاد أراك أنت... أنت كما كنت دوما... تثير حيرتي... حتي لا أدري إن كنت راضية أم غضبي... و لا يسعني كلما مررت ببالي سوي الابتسام... و أدعو ألا تطول حيرتك... و ألا تطول حيرتي...

الاثنين، 5 يونيو 2017

روحان...

و عندما سألتني عن السعادة... بسطت لك كلتا يداي لتري ما خبأت لك منها... و عندما سألتني عما يرضيني... نظرت إلي هذين الجناحين الذين منحتني إياهما... و أدركتني حيرة... فماذا عساي أن أجيبك... أأخبرك أنني راضية لما منحتني من جناحين... أم أنني غضبي لما منعتني من تحليق بهما في سماواتك!