الأحد، 30 سبتمبر 2012

قطـــــــــار!!

لست أدري من أي كوكب قد أتي، أتُراه قد جاء من عُطارد، أم أنه قد جاء من المريخ... لا أدري!
و لكني رأيته مزدحما، يعج بركابه... يعج بأفكاره. لا تحمله قضبان، و إنما الريح التي سرت به فصرت لا أدري، أهو يسيّرها، أم أنها تقتلعه من الأرض اقتلاعا!
 
قطار، قد سري كشعاع، يحمل في طياته نبض ركابه، فأري امتزاج الحوار الواسع بالثورة القاسية، و الجرأة الحيية بالغضب المقتضب، و القلب القريب بالحدة البالغة. فتألف عيني التناقض الذي لم تعهد رؤيته في مكان واحد... أو زمان واحد.
 
رأيته ذات يوم ينشد بلاده العالية، و قد أحاطها سياج منيع؛ لم ينقبه يوما متسلل، و إنما_فقط_ محب... تلك البلاد الواسعة، التي إن حظيتَ فيها بجولة، فلكم سيمتعك، و يدهشك، بل و يرهقك ما قد تري!!
 
قطار، ربما لا يزال يواصل مشواره البعيد، و بينما تستزيده محطاته المتعاقبة، إذ يدركه ما كاد ينسي... فأراه و قد طال وقوفه لديها_أو قصر_ يحمل ما تبقي لديه من ركاب، ثم يمضي... تاركا فيها جميل أثره...
 

الخميس، 27 سبتمبر 2012

خاطرة أرجوانية...


يموج رأسي بالأفكار المتلاطمة... تلقي بمزيد من الأسئلة علي شواطئ خلدي، ثم تعود من حيث أتت... غير مبالية!!

تمر أيامنــا، بين رؤي حقيقية، و أخري لا نعرف إن كانت حقيقية... إلا ما تشهد عليه أعمارنــا...

ما أرفعه من خيط، ذلك الذي يفصل بين الواقع و الحلم... بين الحاضر و الذكري. تلتبس عليّ الألوان، فلا أتبيّن الخيط الأبيض من الخيط الأسود، و أتساءل حينها... هل تستطيع أن تميز روحي ما أخفقته عيني، بل و أخفقه عقلي؟!!

سؤال، طالما اعتراني... و قبل أن أحاول إجابته، يأتيني الموج بسؤال جديد، فيذوب سؤالي تائها في قاع المحيط العميق... و تلوح لي خاطرة أرجوانية، بأن سؤالي قد استعصي علي الأجوبة!!

و يولد سؤال آخر، لماذا يجتذبني الواقع إلي مكان لا أحب أن أكون فيه... بينما أطبق عيناي_في سذاجة طفل_ ظنا مني أني لست هنــاك؟!! حدود المكان_ علي رحابتها_ لا تسعني و لا تستطيع احتوائي... فأنطوي بدوري علي سؤال جديد... ما هو الشيء الحقيقي: أهو ما تراه عيني، أم ما أجده في نفسي؟!!

أزهد كثيرا فيما قيل أو ما يود أن يُقال... أزهد في كلماتي البالية، أسأم ما أفهمه منها و ما أتظاهر بعدم فهمه... أضج بأسئلتي التي لا تريد الإجابـــات، أكره تلك الأشياء اللعينة التي تحدني، و بالرغم من ذلك، أجدني أواصل المسير  علي صراط ضيق، تتشبث به روحي، بينما ينطلق عقلي... فيتباعدان، فيشفق أحدهما علي الآخر... و لا أستطيع أن أدرك في خضم الأمواج، كيف يلتقي أحدهما الآخر... و لو لمرة في العمر!!

أتيه للحظة... ثم أنتبه لأجد الموج قد فتت أسئلة جديدة علي صخور عقلي التي لطالما ظننتها_بجهلي_ شطآن!!!