الأربعاء، 25 ديسمبر 2013

خلاصة 2013

خليك خفيف
كل المرات اللي كنت ماشي فيها بمبلغ في جيبك اليمين، حسست عليه_سهوا_في جيبك الشمال ملقيتوش فوشك اصفر و ركبك سابت... و كل المرات اللي اشتريتي فيها حاجة و جت جارتك "الفصيلة" و لا صاحبتك "الكيادة" تقوللك انها اشترتها في "السيل" بنص تمنها... و كل المرات اللي شفت فيها اخوات مقاطعين بعض عشان مشكلة ورث (و يا ريته ملايين)... لما زعلت علي عربيتك "القسط" اللي اتخدشت... و لما اتقهرتي علي بلوزتك التركي "أول لبسة" اللي اتنتشت... كل مرة بيتهيألك فيها انك ملكت الحاجة، و اكتشفت انها هي اللي ملكتك و ضحكت عليك و دفعتك تمنها من فلوسك مرة، و من قلقك و حرصك و خوفك عليها ضمان مدي الحياة... كل حاجة اتهيألك إنك هتبقي في منتهي السعادة لما تشتريها، و اكتشفت بعدها انك ممكن تزعل عشان حاجة تافهة... عادي... الدنيا "اشتغالة" كبيرة جدا... و رغم كل الجمع و الطرح... المحصلة دايما صفر... فحاول متزودهاش تعقيد، و خليك فيها "خفيف"... صحيح لازم تملك حجات... عشان الحياة تستمر، بس قبل ما تسعي انك تملك حاجة، مش هقولك فكر في شكلك لو فقدتها، بس حاول تفكر في المعادلة الجديدة، و تقبل النتايج... أصل قلبك ما يشيلش الدنيا، فحاول قبل ما تعشمه و تملاه بحجات، تشوف إيه الحجات اللي "هتتدلدق"...

******

أرجوك ماتفصلنيش
في واقعة نادرة و فريدة من نوعها، انهاردا و انا ماشية في الشارع الصبح واحدة معرفهاش معاها ابنها صغير ابتسمت في وشي ابتسامة عريضة... من فرط سعادتي لاقيتني تلقائيا ببادلها الابتسامة و بقولها صباح الخير... شعور لم يراودني منذ زمن، خاصة من بعد ما معظم الناس غرق في بير "الشكوي المتواصلة" اللي بطبيعة الحال فقدت معناها و الهدف منها و بقت مجرد أسلوب ل"فصل" الشخص اللي بيكلمك، و تنكيد عيشته... الشكوي المستمرة تختلف كتير عن الشكوي لإيجاد حل ما أو حتي للفضفضة... فالعنصر الشكاي عنصر ذو فكر "حلزوني"... بيلف في حلزون بيضيق بيه كل لفة، فتلاقي الشكوي بتبدأ علي سبيل المثال بمشكلة عائلية، و تنتهي بمشكلة "الزحمة المرورية"... مثلا... فلو مقدرتش تنقذه أو حتي تهدي من سرعة دورانه، علي الأقل ما تسيبش نفسك تستسلم لدوامته، و إلا هتلاقي نفسك بتلف تلقائيا في نفس الحلزون...مبلومش أبدا حد مهموم أو عليه ضغوط، و مبلومش مخلوق لو انتابته حالة من "الكآبة"، فالواقع جدير بمثل تلك الحالة... لكن الفارق عظيم بين الكآبة و النكد... الكآبة حالة من حقك تماما إنك تعيشها لفترة، بالعكس، دي أحيانا بتساعدك إنك تفهم الحياة بشكل أعمق... دا غير إن قليل من الكآبة لا تقتل أحدا... أما العنصر النكدي فهو عنصر ذو قدرة فائقة علي "اجترار" الزعل و المشاكل حتي في أكثر الأوقات بهجة... دائم البحث عن الثغرة التي ينفذ منها إلي حيزك المتألم أو "المتغاظ"... إذا صادفت هذا العنصر في طريقك، أو حسيت إنك تقمصته في أي وقت من الأوقات، فحاول تسد عليه و علي نفسك كل الثغرات الممكنة... فالحياة و النكد ضدان لا يصمد أحدهما للآخر...

******

من بير الذكريات
من أسعد اللحظات التي مرت بي في حياتي كلها تلك اللحظة التي استلمت فيها بريدا من"عالم سمسم"... أيوا، عالم سمسم برنامج الأطفال الساذج البائس الذي لا أذكر أنه قدم شيئا مسليا أو مفيدا و لو بالصدفة... لم أكن طفلة آنذاك، بل كان عمري قد شارف علي العشرين، و لم يكن الخطاب موجها لي، بل كان باسم أختي الصغري التي لم يتجاوز عمرها ساعتها ست سنوات! قصة الخطاب أنني كنت قد وعدتها أن نقوم برسم أبطال عالم سمسم "خوخة و فلفل و نمنم" _و الله دي كانت أساميهم_ في يوم إجازتي لو التزمت "الأدب و الهدوء" طوال الأسبوع... و البنت عملت اللي قدرت عليه، و كنت مضطرة أن أنجز وعدي لها... لحسن الحظ أني أجيد الرسم، بعض الشيء، و كانت هي لا تزال تتعلم الشخبطة... قمنا برسم اللوحة المطلوبة، ثم حدث ما لم يخطر ببالي... فلقد كانت "السوسة" تحفظ تتر البرنامج الذي كانوا يذكرون فيه بريد المراسلة... و بما أني كنت الشخص "السوبر" في نظرها _ساعتها_ طلبت مني: ابعت الرسمة للبرنامج!
كنت وقتها طالبة في كلية الهندسة، ذلك المكان "القفيل" الذي يعرف جيدا كيف يغتصب بهجتك و يجعلك شخص غير مبالي ببعض الأمور التي من شأنها التسلية، و التسلية فقط... و لذا كنت أري أن تصرفا كالذي تطلبه الصغيرة... محض "هبل"...بعد مفاوضات و مهاترات قمت بشراء الطوابع اللازمة و وضع الرسمة داخل مظروف مكتوب عليه اسمها و العنوان الذي كانت "تكره كر"!
بعد أسبوع تقريبا جاءنا عامل البريد الذي لا أذكر أنه كان قد زارنا مذ جاء بخطاب الترشيح! لك أن تتخيل سعادة طفل في السادسة يتلقي رسالة موجهة خصيصا له، لأ و إيه، من برنامجه التليفزيوني المفضل... لمعة عينيها و تنطيطها من ع الأرض كانت مصدر سعادة للبيت كله... و سعادتي بمشاركة طفلتي المدللة في شيء ساذج يسعدها فصلتني عن كل الضغوط و لو للحظات... مر علي هذا الحدث البهيج ما يزيد الآن علي العشرة أعوام، و لكنه لا يزال حكايتنا المفضلة و الأكثر خصوصية و سعادة... بالإضافة أنها لا تزال تحتفظ برسالة "عالم سمسم"... شاركوا أطفالكم في شيء بيحبوه و التمسوا السعادة لذواتكم في أدق و "أتفه" التفاصيل...