عندما تكون مراحل الأزمات، تكون المجتمعات علي المحك، و يمتد انعدام الثقة حتي يطال جميع الثوابت و القيم.
و لا أستثني أيا من تلك الثوابت، حتي فيما يتعلق بالدين. فبالرغم مما هو معلوم لدينا و تربينا عليه من كوننا أمة متدينة بطبيعتها، إلا أنه لا يمكننا أن نتجاهل ما نراه الآن من أزمة، تسبب بها_في نظري المحدود_عدة عوامل، أهمها، الفجوة الرهيبة التي نشأت بين جيلي الماضي و الحاضر ، و التي أثرت و بشدة علي العلاقة بين علماء الدين و بين جيل الشباب. فصارت آراؤههم لا تُسمَع و لا تقنِع، و اقتراحاتهم لحل الأزمات لا تسمن و لا تغني من جوع!
انتهي عصر المسلمات فجأة، و لم تحظ بالوعي و القدرة علي التعامل مع هذه الحقيقة سوي الأمم التي لا تؤمن بالمسلمات كأساس. تلك المسلمات التي أعتبر الدين بريئا منها؛ و التي أودت بنا إلي حوار يفتقر إلي الموضوعية و العقل و قوة الحجة.
الكثير من تلك الأجيال السحيقة امتلك عقولا قديمة أخطأت فهم الدين، بل و دافعت عن خطئها، و الدين في الواقع أوسع كثيرا من تلك العقول، و لكنها_أعني تلك العقول_ كانت، لوقت طويل مضي، تمثل الصلة الوحيدة بين جيل الشباب و الدين، بل و تحتكر تلك الصلة، و تتجر بها. و بانهيار إيماننا بتلك العقول، ولدت أزمة الثقة بقدرة الدين علي تقديم حلول أو نماذج نعبر من خلالها الأزمة، و نلحق بآخر السفن الناجية من عصور الظلام.
و الواقع أن الأزمة لا يمكن تجاوزها سوي بعقول سليمة و أفكار متوازنة، فلا يعقل لأمة تجرم احتكار السلع و الخدمات، أن يشيع فيها احتكار الفكرة. و الدين _كما أراه_ فكرة و اعتقاد، قبل أن يكون شعائر و واجبات، و غايات و مقاصد، قبل أن يكون محظورات و فرائض.
و لذلك لا يمكن التمكين لهذه الفكرة إلا إذا تولي جيل من الشباب مسئولية إعادة فهم الدين في ضوء فهمهم للواقع الذي هم أكثر التصاقا به؛ بل و إعادة بناء جسور إبداعية بين فكر قديم و حديث، فلا نحن نبدأ من العدم؛ و لا نبدأ من حيث انتهي الآخرون؛ بل من أكثر النقاط اقترابا من الصواب علي المسار.
الأمر ليس إحلالا محضا، أو فكرة عنصرية، أو إقصاءا لجيل مع إنكار فضائله، إنما هو تصحيح للمسار، و تخط لكل ما هو بال من الأفكار و المسائل غير المجدية، و وأد لعقلية الخرافة، و كل تلك الأمور التي استحوذت علي العقول و تصدرت الفتاوي، تلك الأمور التي لا طائل منها، و التي تحيد بنا عن المقصد و الفهم العميق البناء.
الثقة كنز مفقود، و لا يمكن للعقلية التي أضاعته أن تنجح باسترداده. و لكن استرداده مسئولية تظل قائمة تبحث عمن يقوم بها، فإن لم نقم بها كانت عبئا قد يثقل كاهل أجيال تأتي من بعدنا. و السؤال الذي ليس بدا من مواجهته... هل نحن لها؟!
و لا أستثني أيا من تلك الثوابت، حتي فيما يتعلق بالدين. فبالرغم مما هو معلوم لدينا و تربينا عليه من كوننا أمة متدينة بطبيعتها، إلا أنه لا يمكننا أن نتجاهل ما نراه الآن من أزمة، تسبب بها_في نظري المحدود_عدة عوامل، أهمها، الفجوة الرهيبة التي نشأت بين جيلي الماضي و الحاضر ، و التي أثرت و بشدة علي العلاقة بين علماء الدين و بين جيل الشباب. فصارت آراؤههم لا تُسمَع و لا تقنِع، و اقتراحاتهم لحل الأزمات لا تسمن و لا تغني من جوع!
انتهي عصر المسلمات فجأة، و لم تحظ بالوعي و القدرة علي التعامل مع هذه الحقيقة سوي الأمم التي لا تؤمن بالمسلمات كأساس. تلك المسلمات التي أعتبر الدين بريئا منها؛ و التي أودت بنا إلي حوار يفتقر إلي الموضوعية و العقل و قوة الحجة.
الكثير من تلك الأجيال السحيقة امتلك عقولا قديمة أخطأت فهم الدين، بل و دافعت عن خطئها، و الدين في الواقع أوسع كثيرا من تلك العقول، و لكنها_أعني تلك العقول_ كانت، لوقت طويل مضي، تمثل الصلة الوحيدة بين جيل الشباب و الدين، بل و تحتكر تلك الصلة، و تتجر بها. و بانهيار إيماننا بتلك العقول، ولدت أزمة الثقة بقدرة الدين علي تقديم حلول أو نماذج نعبر من خلالها الأزمة، و نلحق بآخر السفن الناجية من عصور الظلام.
و الواقع أن الأزمة لا يمكن تجاوزها سوي بعقول سليمة و أفكار متوازنة، فلا يعقل لأمة تجرم احتكار السلع و الخدمات، أن يشيع فيها احتكار الفكرة. و الدين _كما أراه_ فكرة و اعتقاد، قبل أن يكون شعائر و واجبات، و غايات و مقاصد، قبل أن يكون محظورات و فرائض.
و لذلك لا يمكن التمكين لهذه الفكرة إلا إذا تولي جيل من الشباب مسئولية إعادة فهم الدين في ضوء فهمهم للواقع الذي هم أكثر التصاقا به؛ بل و إعادة بناء جسور إبداعية بين فكر قديم و حديث، فلا نحن نبدأ من العدم؛ و لا نبدأ من حيث انتهي الآخرون؛ بل من أكثر النقاط اقترابا من الصواب علي المسار.
الأمر ليس إحلالا محضا، أو فكرة عنصرية، أو إقصاءا لجيل مع إنكار فضائله، إنما هو تصحيح للمسار، و تخط لكل ما هو بال من الأفكار و المسائل غير المجدية، و وأد لعقلية الخرافة، و كل تلك الأمور التي استحوذت علي العقول و تصدرت الفتاوي، تلك الأمور التي لا طائل منها، و التي تحيد بنا عن المقصد و الفهم العميق البناء.
الثقة كنز مفقود، و لا يمكن للعقلية التي أضاعته أن تنجح باسترداده. و لكن استرداده مسئولية تظل قائمة تبحث عمن يقوم بها، فإن لم نقم بها كانت عبئا قد يثقل كاهل أجيال تأتي من بعدنا. و السؤال الذي ليس بدا من مواجهته... هل نحن لها؟!