الأحد، 27 مايو 2012

نبضـــــــات...


من ينظر إلي بلدنـــا من مسقط أفقي، يتعجب كثيرا... كيف يعُدُها الكثير من المحللين و المثقفين-و فيها ما فيها-محورا لما يمكن أن يكون في المستقبل من مشاركة في رَكْب الزمن!!
و الواقع أنه لا عجب أن يراها البعض هكذا، فبالرغم من الجهل و التخلف الذي ضرب بجذوره في بلادنا، لا يزال إنتاجُها من المثقفين أشبه بنبضات متفرقة شديدة الحيوية، يتراءي لناظرها أنه يري جسدا في أوج عنفوانه وعافيته، بينمـــا لا أمل له سوي تلك النبضات التي إن فارقته يكون أشبه بجثةٍ هامدة لا روحٌ لها و لا نجاة...
 لا يمكننـــا اجتياز حاجز الزمن إلا إذا صار كل عضو في هذا الجسد نابضا، حيــا. و لن يكون ذلك إلا بإرادة حقيقية لهذا الجسد في النجاة، فليس كل من ينبض قلبُه حيا، و المارد في غيبوبته لا يقدر علي شيء مما كسب، و إن كان ماردا!!

الجمعة، 4 مايو 2012

مدنية أم حضارة !!!

   لا يمكن قياس تاريخ الأمم بميراث الآباء و الأجداد، و إنما يقاس بماضيها و حاضرها و مستقبلها. و أمة الحضارة هي أمة يربط التاريخ حاضرها بمستقبلها، فتكون كشجرة طيبة أصلها ثابت و فرعها في السماء. و لا يمكن لأمة أن توصَفَ بأُمَّةِ الحضارة إلا إذا كان لها حظٌ من الماضِ و خطةٌ للمستقبل. و ميراث الشعوب من الحضارة ليس ما ورثوه من الألقاب و الآثار و البنيان و الخيل المسومة و الأنعام و الحرث، و إنما الفكْر، و تلك العقول التي تملك القدرة علي فَهمِه و تطويره ليكونَ جسراً بين الماضِ و المستقبل. و كل ما خلاف ذلك يعدُّ من قبيل المدنية التي تنهار بانهيار زمانها.
    ولذلك نجد أنه ليس غريبـــاً أن نري كثيراً من الأمم التي ذكر التاريخ حضاراتها، تغرق في سطحيتها و جهلها، فقد نُسِّيت الأفكار، و نامت العقول، و اهتم مثقفوها بقضايا مفتعلة، و ملوكُها بفخرٍ زائف، و أصبحت الفكرة رفاهية لا تملك الشعوب ثمنها.

الأربعاء، 2 مايو 2012

علي هامش القيادة


قد يتنوع البشر من حولك و يختلفون اختلافا كبيرا ... و قد يكون هذا الاختلاف نتيجة لظروف ما عاشوها أو مروا بها خلال حياتهم .. و قد يكون أيضا إعدادا لمسؤليات سوف يتحملونها فيما بعد ... و هؤلاء الذين يتحملون المسؤليات الكبيرة و يقودون الناس، لابد و أن يتميزوا عن غيرهم بعقول أكثر وعيا و مشاعر أكثر نضجا ... و لكنهم أبدا لا يبلغون هذه الدرجة بذكائهم و نضجهم فحسب ... و إنما يبلغونها بقدرة لديهم علي التواصل مع الناس و تقديرهم و شعورهم بما يعانونه، بل و الحياة معهم في تلك المعاناة و لو لفترة من الزمن.

المسمَّي لا الاسم !!

محاولاتنا المستمرة لتصنيف كل من حولنــا، جعلتنــا نهتم بالعناوين أكثر من اهتمامنــا بالمضامين...و ربما "بان الجواب من العنوان "،  بيد أن معرفة البشر هي أمريفوق ذلك عمقاً ...  و التيارات و الانتماءات السياية، و الحزبية، بل، و الدينية أيضا، ما هي إلا دلالات و مؤشرات لا تعطينا  بالضرورة تفاصيل كاملة لطبوغرافيـــا الشخصيات التي تنتمي إليها. و العبرة دائما بالمسمَّي لا بالاسم، فلا يجعل الماء حراما أن سماه أحدهم خمرا !!

الثلاثاء، 1 مايو 2012

بين الثابت و المتغير !


نعترف كل يوم أننا مختلفون ... و ليس في ذلك عيب فقد خلقنا الله كذلك. و إنما جعلت الشرائع و الأديان و القوانين لتنظم تلك العلاقة بين حرية الاختلاف لدي كل منا و بين المرجعيات الثابتة التي لا نختلف عليها. و يظهر الخلل عندما يتسلل الغرور إلي قلوب البعض فيتصور أنه أصبح وصيا علي تلك المرجعيات، بل أنه أصبح المرجعية ذاتها، فتنقلب الموازين، و يصبح إلهه هواه، و يصبح كل ما ينافي هذا الهوي باطلا منبوذا. هي صورة متكررة نراها_للأسف_ كل يوم، عادة ما تبدأ بالاستبداد بالرأي، ثم يولد التعصب، ثم تنتهي بشيء يشبه كثيرا ما نحن فيه من فرقة و احتقان و ازدراء كل واحد منا لمن حوله!

صناعة القرار ...


عندما يفتقر صانعو القرار إلي ما يدعي بالمروءة، يتسرب الخذلان إلي المجتمع بأكمله شيئا فشيئا كسرطان لعين انتشر حتي بات علاجه مستحيلا. فتري مجتمعا لا يمتلك أية مناعة ضد الظلم أو القهر أو الذل أو المهانة. يركن أفراده إلي الشعارات و عبارات الفخر الكاذبة و المباهاة بتاريخ لم يشاركوا في صناعته بمثقال ذرة. يزرعون تلك الشعارات فلا يجنون سوي العار و الهوان. و كل ما تجنيه المجتمعات من عار و هوان لا يكون إلا بتفريطٍ من قِبل صانعي القرار و كفي بالمرء إثما أن يضيع من يعول ....

قيم علاها الصدأ


ربما التبست علينا بعض الأمور ... أو علا الصدأ بعض القيم.... و لكن المعادن الأصيلة لا يغيرها الصدأ ... و العمل قيمة تزامنت مع وجودنا ... وصفنا أنفسنا بأمة العمل ... و لطالما حدثنا أطفالنا عن آدم الفلاح، و داود الحداد، و زكريا النجار، و عيسي الصباغ، و محمد راعي الغنم و التاجر الصدوق الأمين ... و أملنا في الله ألا تهدأ ثورتنا حتي تنال من كل صدأ، و أن يجعلها طاعة خالصة من كل رياء أو نفاق