الخميس، 2 سبتمبر 2021

هكذا ‏قاات ‏أمي

لسنوات ظللت أبحث عن ذلك الثقب في صدر أمى. أتحسس موضع قلبها و أفتش في ملابسها. أحاول أن أتخيل حجمه أو مكانه على وجه التحديد دون جدوى.
أخبرنا المعلم حينئذ أنه هناك أشياء متناهية في الصغر. تلك التى لا يمكننا أن نراها سوى بواسطة المجهر.
رباه. هل يمكن لهذا الثقب أن يكون صغيرا إلى هذا الحد. و لكن، من أين لى بمجهر. 
أسأل جدتى عن هذا الثقب فتضحك ضحكة طويلة و تقول " يا لك من ساذجة!"
و عندما أخبرت صديقتي بأمره قالت أنه لا يعقل أن يكون هناك ثقباً من دون جرح أو دماء. و أن أختها الكبري قد أخبرتها أنه لو كان ما أدعيه حقيقيا لشفي هذا الجرح و اندمل و لم يعد هناك ثقباً.
ربما يبدو لي ما قالته حينها أكثر منطقية الآن، و لكن هذا لم يغير شيئا من الواقع.
فأنا لسنوات، ظللت أقص على أمى نصف الحكاية، فتكملها لى. أتعجب و أسألها عن هذا السر، فتبتسم قائلة " متعرفيش إن قلب الأم بيشوف!". فأتساءل في نفسي، كيف يمكنه أن يرى إن لم يكن هذا الثقب موجوداً؟!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق