الجمعة، 28 مارس 2014

هذيان... شقيق الروح

هل تؤمن بوجود ما يسمي "شقيق الروح" علي سطح البسيطة... كلمة درجت في الشعر و الأغاني... فكرة حالمة خيالية تجعلك تنزع إلي رؤية الكائنات أنصاف مفردة تبحث عن أنصافها... ربما بدت فكرة ساذجة، و لكن... هل سبق و أن بلغ بك أحدهم أقصي درجات المتعة ب"أي كلام" في حين "فصلك" سواه بحديث "جاد" "صادق" عن ميزاتك و "حلاوتك" و فيلمك/أكلك المفضل... هل سبق و أن حلق بك أحدهم في سماء الفردوس و قد أودعك دركا من الجحيم في آن... هل أمتعك يوما _رغم الأسوار الشائكة التي تحيط أفكارك_ أن يتجول أحدهم في عقلك دون "قلق" أو "تحفز" أو "تجمل"... هل شعرت بأحدهم يضفي علي المكان تلك البهجة التي تضفيها الروح علي الجسد، و أن تواجده _في أي حال_ كافيا لجعل أكثر أماكن الأرض قبحا، أكثرها جمالا... و أن غيابه كفيلا بجعل الأماكن الأكثر رحابة بمثابة سجن ضيق للروح... هل أصابك فقدان أحدهم بصمت مطبق مائل إلي "الزهد" في الكلمات أكثر منه إلي الحزن... بلاش دا كله... هل تأملت يوما نوع ذاك الاحتياج الذي اجتاح آدم في عدن_حيث نغمة أنس ربانية نورانية لا تكدرها أو تشوبها منغصات الدنيا التي نعيشها نحن_ و الذي لم يكن احتياجا غريزيا بحال ، ف"أوبشن" الغريزة لم يكن تم تفعيله بعد... ذاك الاحتياج الذي لم يذهب مرارته سوي تواجد روح لها التردد ذاته، و الاحتياج ذاته... ربما لا زال الأمر يبدو في ظاهره حالما خياليا، و ربما تصورته _علي أفضل تقدير_ حديثا عن المحبة... لكنني أكاد أجزم أنه أمر يتخطي تلك المشاعر التي لا نختلف علي عمقها إلي منطقة أكثر عمقا... أكثر خطرا و إيلاما... و ظاهرة تشبه الظواهر الكونية في كونها غير قابلة للبحث/التوقع... غير خاضعة لتفسيرات العقل، و دروب المنطق، و فلسفة الإيمان و الكفر!

الأربعاء، 26 مارس 2014

إلي كيميــــا... الروح العاشقة

"إن الطريق إلي قلب الرجل قد يجرف المرأة بعيدا عن نفسها أحيانا"... ألم يكن هذا ما  حذرتك منه وردة الصحراء يا كيميا الغالية... ألم تحذرك من الانجراف في تيار العشق... ألم تكن محقة تماما... معك كل الحق يا غاليتي، فليس الأمر بيدك، فمن من النساء تعبأ بطول الطريق أو ما قد يجرها إليه من مخاطر إن كانت عيناها لا تبصران سوي ذاك القلب القابع في نهايته... إنها حتي لا تبصر موضع قدميها إذ تسير... تمضي مسحورة إلي حيث قلبه لا تدري أنها تخطو فوق جمر و شظايا، بل تخطو فوق قلبها و روحها أحيانا... إن أشقي النساء يا كيميا الغالية ليست هي من انزلقت قدماها إلي عشق غير متبادل كما ظننت، و إنما تلك التي ينتظرها في نهاية الطريق قلب رجل لا يهدأ و لا يستقر لدي شيء، قلب زاهد لا يأبه _في رحلته الطويلة_ لما تكابده هي من ألم الوصول إليه، قلب له مقاييس خاصة في القسوة و الحنو، يتفلت من حضن روحها قبل أن يسكن إليه، فتظل الروح عالقة به، لا تتحول عنه و إن ابتعدت به الدرب... يغرق في غياهب الصمت الطويل بعد أن أضاء عقلها بحلو حديثه، فيظل عقلها يبصر الدنيا بعينيه، و يردد عليها كلماته دون كلل أو انقطاع...
و رغم كل ذاك العناء، لا يمكنني أن أقول أنك سيئة الحظ يا كيميا الغالية... بل ربما كنت أوفر النساء حظا... و أيقنهن علما... فلقد عرفت من العشق ما لا و لن يعرفه سواك، لقد امتلكت كنزا بقلبك يا عزيزتي و لست علي يقين إن كان شمسك قد فهم ذلك تماما أم لا... و لكنك تدركين _علي كل حال_ أنه قادك إلي أعمق تيارات النهر، و أسلمك إلي حيث يمكنك أن تسبحي بأمان مفتوحة العينين علي كل الحقائق التي لم تريها يوما سوي هناك... ففيم الألم يا غاليتي، و فيم العناء... لا تنظري خلفك يا كيميا، تحرري من الخوف و الغرور قليلا، و دعي التيار الذي قادك إلي قلب شمس ينزعك بعيدا جدا، حيث تمنيت دائما أن تكوني...

الحب لا يستحيل عدما يا كيميا، و أنت تعرفين ذلك جيدا... و هو لا يستحيل مقتا أو إعراضا بحال... الحب فيض من جمال الله و بهائه، و أنت إذ أحببت فقد تجلي الله عليك من باب خفي... فأشرقت روحك بفيض النور... و شفت نفسك عن ألوان لم ينظرها بعد السوي... فهلا نفضت عنك الأغلال و تحررت من لغة الكلام و أنصتت إلي صوت قلبك... فأنت إذ دخلت منطقة العشق، فلست بحاجة إلي اللغة... بل لست بحاجة إلي شيء يا كيميا...