هل تؤمن بوجود ما يسمي "شقيق الروح"
علي سطح البسيطة... كلمة درجت في الشعر و الأغاني... فكرة حالمة خيالية تجعلك تنزع
إلي رؤية الكائنات أنصاف مفردة تبحث عن أنصافها... ربما بدت فكرة ساذجة، و لكن... هل
سبق و أن بلغ بك أحدهم أقصي درجات المتعة ب"أي كلام" في حين "فصلك"
سواه بحديث "جاد" "صادق" عن ميزاتك و "حلاوتك" و فيلمك/أكلك
المفضل... هل سبق و أن حلق بك أحدهم في سماء الفردوس و قد أودعك دركا من الجحيم في
آن... هل أمتعك يوما _رغم الأسوار الشائكة التي تحيط أفكارك_ أن يتجول أحدهم في عقلك
دون "قلق" أو "تحفز" أو "تجمل"... هل شعرت بأحدهم يضفي
علي المكان تلك البهجة التي تضفيها الروح علي الجسد، و أن تواجده _في أي حال_ كافيا
لجعل أكثر أماكن الأرض قبحا، أكثرها جمالا... و أن غيابه كفيلا بجعل الأماكن الأكثر
رحابة بمثابة سجن ضيق للروح... هل أصابك فقدان أحدهم بصمت مطبق مائل إلي "الزهد"
في الكلمات أكثر منه إلي الحزن... بلاش دا كله... هل تأملت يوما نوع ذاك الاحتياج الذي
اجتاح آدم في عدن_حيث نغمة أنس ربانية نورانية لا تكدرها أو تشوبها منغصات الدنيا التي
نعيشها نحن_ و الذي لم يكن احتياجا غريزيا بحال ، ف"أوبشن" الغريزة لم يكن
تم تفعيله بعد... ذاك الاحتياج الذي لم يذهب مرارته سوي تواجد روح لها التردد ذاته،
و الاحتياج ذاته... ربما لا زال الأمر يبدو في ظاهره حالما خياليا، و ربما تصورته
_علي أفضل تقدير_ حديثا عن المحبة... لكنني أكاد أجزم أنه أمر يتخطي تلك المشاعر التي
لا نختلف علي عمقها إلي منطقة أكثر عمقا... أكثر خطرا و إيلاما... و ظاهرة تشبه الظواهر
الكونية في كونها غير قابلة للبحث/التوقع... غير خاضعة لتفسيرات العقل، و دروب المنطق،
و فلسفة الإيمان و الكفر!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق