السبت، 4 يناير 2014

رسالة عتب لم ترسل...

لو أنك انتظرت قليلا تلك الليلة... لو أنك أمهلتني بعض الوقت لأقول أشياء وددت قولها... كنت سأخبرك كم أغرقتني أنت في عمق حكاياك، و وحدتني في لون حزنك... كنت سأقص عليك حكايا مشابهة عن تلك الأمور التي لا تزال تقبع في أعماق قلبي، تلك الأمور التي تخشي كثيرا أن تقال... كنت سأقص عليك حكاية عن طفل رقيق ضائع يبحث عن رفقة إلي وطن... و كنت سأقول لك كم كنت تشبهه تلك الليلة... و أشرح لك كم كنت أحلم أن آخذ بيدك إلي السكني، و أحضر لك كثيرا من حلواك المفضلة، و أغنيك أغنية مليئة بالأمل... كنت سأضم ألمك بقوة، و أمنحه هدية من سكينة و ضوء، و أهدهده ليهدأ...
كنت أود أن أحكيك عن فتاة خذلها الأمان فتغربت في دارها... و أخبرك كم كنت أشبهها يوم أبكاني الخذلان... للمرة الأخيرة...
كنت أحلم أن تربت علي ألمي بحنو... و تبتسم له فيتبدد في عمق عينيك الرحبة...
لو أنك انتظرت قليلا قبل أن ترفع الأسوار و تعلن الحدود... كنت سأضم غاباتي التي كادت تموت عطشا إلي واحاتك التي تفترش الصحراء... كنت سألعن الحدود و أحرق الأسوار فتحلق طيوري حيث جودك... و تصبو أشجاري إلي باسقات نخلك..
لو أنك لم توصد بابك تلك الليلة، و تطفئ سراج الحلم في مشكاة روحي... ما كان زارني الشتاء بعتمته و برده... و لم يكن شوقي ليعصف بريحانة أزهرت علي سياج الزمن فتلونت أعوامي بأخضرها و تضوعت بعطرها...
لو أنك انتظرت قليلا حتي انتهي من ثرثرتي الجوفاء... كان سيزورني صمت طويل في حضرتك... لو أنك فتشت قليلا في صمتي، لوجدت تلك الأمنية التي علقت به... تلك الأمنية التي توارت عنك في زحام كلماتي و أفكاري... تلك الأمنية التي كانت أول ما تمنيت... و آخره!
لو أنك تمهلت ليلتها لبعض الوقت... ماذا كان عليك لو أنك تمهلت ليلتها لبعض الوقت؟!


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق