طائر ليلكي... يرفرف بجناحيه في فضاء
العمر؛ رحلة تخطفه من ذاته... فيترفع عما دونها، و يزداد شوقا أن يبلغ وجهته، أو
يمضي حُقُبــا!
يضرب الريح بجناحيه، فيزداد ارتفاعا،
و تذوب تفاصيل الكون الواسع تحت قدميه؛ تبدو له الأمور التي طالما ظنها كبيرة،
أصغر حجما... يبدو له ذلك الكون الذي ألفه، باهتـــا... بينمــا تتكشف أمام عينيه أكوانا
جديدة...
يسرقه مذاق الاكتشاف، فيُحلِّق في
خفة، و كأنمــا هو روح بغير جسد؛ يطوف في تلك الحلقات، فتتساقط هموم أمسه مع أوراق
الخريف في انسجام أنيق.
حلم ظل يراوده منذ الأزل، لم يكن يظن
يوما أنه قد يتحقق، يراه الآن ممزوجا بلون صباحِه الأخاذ... ظاهرا كنسيج الشمس الأبيض...
بين بسطة الجناحين و انقباضتهما، ينتثر
الحنين بين المروج، فتزداد اخضرارا... و
يزداد طعم الرحلة –رُغم العناء- لذّة!
يضرب الريح بجناحيه، فيزداد ارتفاعا،
و يغيب في الأفق البعيد ممنيا نفسه بحلاوة الوصول... فتهون علي نفسه وعثــاء السفر!