مذاق... رائحة... صوت... يعود بي إلي
ما طوته ذاكرتي، فيملؤني شعور غريب، ليس بالفرح، و لا بالحزن!!
شعور باختلاط الحاضر بشيء من الماضي،
فيتغير لونه إلي لون داكن دافئ، منسدل كستائر مخملية علي كل ما يتصل بالواقع، و
كأنه لم يكن واقعا ذات يوم!!
شعور أحمله و أسير به في تلك الطرقات القديمة
الضيقة، و ربما أتعبني المسير في كثير من الأحيان... و لكنني لم أفكر يوما أن
أتركه أو أرحل دونه... أحمله فيحملني، كقشة مسافرة، لا تدري كيف تنجو، أو أين تهوي
بها الريح في هذا الفضاء السحيق!
أسير عبر طرقاتي فأري تلك الابتسامات
الدافئة، و الكلمات الودودة، و أجدني... أو أجد شيئا ما يشبهني... صورة تحمل بعض
ملامحي، و لكنها تبقي –دائما- هي الأجمل.
يسيّجني الشعور الغريب، فأزهد العودة
لصحراء الحاضر القاحلة... و كلما نظرت صوبها، رأيتها علي امتداد بصري، و قد ازداد ليلها
برودة و جفافا...
يترفق بي الماضي... فيرسلني مع أول خيط صباح، و أتعجب
حين أنظر إلي رحلتي الطويلة، فأراها تتبدد كدوائر الدخان!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق