طفلة... تمد يدها الحانية إلي قرص الشمس الملتهب فوق رأسها...
لا تطاله يدها...
يبدو لها قرص الشمس الكبير _رغم احتراقه المستمر_ ساكنا،و كأنما قد مل الانتظار… ربما هو مثلها،
يحترق في صمت، شوقا إلي عيده القريب...
الشمس في عليائها، يملؤها الكبرياء، تأبي الشكوي... كما تأبي
الأفول... تبدو غير مبالية بما يجري حولها. ترفض البوح بأسرارها... و ترد اليد الحانية
في قسوة مفتعلة، و لكنها _رغم القسوة_ تتمني لو تعلم الصغيرة ما يتوهج بداخلها،
فلربما تعذر، و لربما تصفح، و لربما تعزم علي المواصلة!!!
الشمس، لا تملك من أمرها سوي رحلة طويلة، و حنين عميق، قد جال
في نفسها مجال النفس، فلم تعد تعرف الفرق بين مرارة الرحلة، و دفء الوطن... تسافر،
فلا تعرف متي العودة، و لكنها _فقط_ تدرك بأن ما ينتظرها يفوق العمر طولا... فهل يتمهل
الوقت لبعض الوقت؟!
الشمس في أفقها البعيد، تتمني أن تكون أقرب، تحلم بيوم تتمرد
فيه علي خجلها، فتبث الحب في طرقات الدنيا، تعلمه لصغار الأرض، فهم يعرفون
الكلام... بغير لغة الكلام!
تتساءل
في كل يوم... كيف يمكنها أن تشرح ما بداخلها عبر هذا الشعاع الهزيل الذي لم يُسمح
لها يوما _رغم كل ما يجتاحها_ بأكثر منه؟!
تتساءل في كل يوم... إلي متي ستظل تحيا علي هامش تلك الحياة،
وكأنما لا تنتمي لها... إلي متي ستبقي خارج حدود الاختيار... إلي متي ستنتظر علي
أبواب الزمن...
تنساب أسئلتها في تَرَفٌّع فتضيء الآفاق بغير اكتفاء... و يزورها
سؤال قديم... يحمل لون رهبتها... هل يكتفي الدهر _كعادته_ قبل أن تكتفي؟!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق