الجمعة، 5 أبريل 2013

هكذا هن النســـاء!

ستقول لك مريم أنها تحبك كثيرا، و ستقول أنها لا تهتم كثيرا أن تستمع إلي كلمات مماثلة تقولها أنت... و لكنها سرعان ما ستضجر بصمتك، و تتهمك أنك لا تبادلها ذاك الحب... لا تتعجب من تناقضاتها، فهكذا هن النساء!

ستفاجِئك مريم بفعالها الطفولية، و ستجذبك كثيرا بكلماتها العفوية، و ظلها الخفيف... ستشعر أنها واحدة بين النساء، و أنها تختلف كثيرا عن كل ما قد رأيت أو سمعت... و عندما تتأخر في السؤال عنها، ستردد كلمات مثل "لا تهتم" أو " يمكنني تفهم ذلك"... و لكنها عندما تخلد إلي النوم، ستفكر كثيرا، و تتساءل كثيرا، و تتألم كثيرا، و تبكي كثيرا... سوف تعرف ذلك من أجفانها المتورمة في صباح اليوم التالي... و عندما تسألها عن ذلك، ستقول "لا شيء"... و ستعلم بعدها أنك دائما تكمن وراء ذلك الإنكار المفتعل... لا تتعجب من تلك الرعونة الطفولية، فهكذا هن النساء!

كرمك المبالغ سيأسر قلبها، فمريم_كسائر النساء_ يأسرها الكرم... و يغض بصرها عن كثير من عيوبك، و كثير من كلماتك التي قد تؤرقها أحيانا، ستغوص في قاع نهر كرمك الفائض!...

و في عيدها... ستقول لك مرارا ألا تكبلها بسوار أو قلادة ثمينة... و لا تهدها تلك الورود التي لن تهتم بها و ستشعر بعقدة ذنب كبيرة عندما تدعها لتموت... ستقول لك أنها فقط تريد منك أن تهديها الفكرة... و أنها تعشق عندما تحملها فِكَرَكَ المسافرة في خفة، تجول بها في فضاء عقلك الواسع... إنها لا تمل ذلك أبدا و لا تشبع منه، و لكن سيراودها أحيانا سؤال دؤوب: لماذا لا تعاملها كأنثي؟!

لا تحاول أن تجيبها بالمنطق... فقط ابتسم لها و ربت علي كتفها... ستكتفي منك بذلك... و ستنسي سؤالها إلي حين... و ستتعجب أنت كثيرا لتلك السطحية التي لا تناسبها... أرجوك لا تتعجب... فهكذا هن النساء!

و عندما تغار، ستخفي مريم عنك غيرتها... تلك الغيرة التي ستطيح بعقلها... فتبدو لك بلهاء شاردة مقطبة الجبين... ستفقد حس دعابتها و سوف تشعر أنها ثقيلة و كئيبة... لا تحاول أن تنتقد تحولها المفاجئ، و لا تسخر منها فهي لم تفعل ذلك سوي لأنها تحبك... استشعر مرارة غيرتها، و استمتع بموقعك المميز في قلبها... ستجد ذلك ممتعا حقا، و ستشعر أنك تتذوق جانبا من رجولتك لم تذقه قبلا... ثم امنحها بعضا من عبارات الغزل المكررة التي سوف تعيد إليها ثقتها بنفسها... ستتعجب من سرعة تدفق الدماء إلي وجنتيها و ابتسامتها الخجلي... و الواقع أنه لا عجب، فهكذا هن النساء!

سترافق مريم عقلك و قلبك، و ستشعر أنها صديقتهما المفضلة... سيكون عقلك لها ذاك الصديق الحكيم، و يكون قلبك طفلها الخجول... و ستكون أنت عالمها و وطنها...

ستصنع منك مريم بطلا أسطوريا... و تقص لك عنك الحكايا التي لم تكن تعرفها عن نفسك... سوف تؤمن بك و تعتقد فيك... و سوف لن تقبل منك تواضعا في ذاك الأمر... فلا تنزعج كثيرا عندما تقول لك و هي غضبي أنك لا تقدر ذاك الحب الذي منحتك إياه... إنها في الحقيقة لا تعني نصف ما تقول... فهكذا تفعل النساء!


ستفاجئك مريم أنها تذكر_علي ضعف ذاكرتها_ جميع كلماتك، و جميع التفاصيل التي تخصك... و سوف تعرف يوما ما كيف أنها عشقت تلك التفصيلات الدقيقة التي لم تنتبه أنت يوما لها، و ستعرف يومها أنك تزن لديها الدنيا... و زيادة!

هناك تعليقان (2):

  1. كلماتك جميلة جداااااااا يا دينا
    وعجبتنى مدونتك
    وكلامك منطقى جدا وحقيقى:))
    دُمتى بخير
    وتقبلى مرورى

    ردحذف
  2. جمييييييييييييييييييييييييلة جدااااااا تحياتي لك بس مش لاقيه تعبير بجد غير انها جميلة

    ردحذف